وفيما يتهم منتقدو أحمد الخميني تأثيره على والده في استمرار الحرب - رغم قبول العراق وقف إطلاق النار ووساطات عربية ودولية لإنهاء الحرب - لكن أنصار أحمد الخميني يؤكدون أنه كان من الداعين إلى إنهاء الحرب وإبرام اتفاق سلام مع العراق، بحسب تقرير لصحيفة "إندبندنت عربية".
وأثار وثائقي أنتجته مؤسسة تابعة للمرشد السابق تحت عنوان " أحمد"، وتناولته "بي بي سي" الفارسية جدلاً في أوساط النظام خاصة أنه تطرق إلى فترة الحرب الإيرانية التي وجه فيها الإصلاحيون والمعارضون للنظام اتهامات ضد مسؤولين كانت لهم أدوار كبيرة في استمرار الحرب رغم حظوظ إنهائها في الأشهر الأولى من اندلاع الحرب.
ومن بين الشخصيات التي تحدثت في الوثائقي الرئيس السابق حسن روحاني الذي كان عضواً في مجلس الدفاع خلال حرب الثمانينات. وقال روحاني إنه تحدث إلى نجل مؤسس النظام وقتها وأكد عليه عدم إمكان الانتصار في الحرب وضرورة العمل لإنهائه، موضحاً أن تقارير خاطئة تصل إلى مؤسس النظام بشأن الحرب خاصة عندما احتلت القوات الإيرانية مدينة الفاو العراقية.
ويقول روحاني إنه طلب من أحمد الخميني لقاء خاصاً مع المرشد الأعلى ليشرح له ظروف الحرب في نصف ساعة فقط.
ويضيف روحاني: "قال لي أحمد أعرف ماذا تريد أن تقول له. تريد أن تؤكد أن استمرار الحرب لا فائدة منه. لكن الإمام لا يقبل هذا الحديث. فقلت له وأنت ما رأيك؟ فأجاب: "لو كان الأمر بيدي لركبت الطائرة وذهبت إلى بغداد للقاء صدام حسين وعملت لإنهاء الحرب لكن اللقاء مع الإمام لا فائدة منه".
ويقول روحاني إنه بعد استعادة القوات العراقية لمدينة الفاو اقترح عليه أحمد الخميني أن يرسل تقريراً عن تطورات الحرب كل يومين أو اللقاء مع المرشد فرد عليه روحاني أنه "عندما كنا نتقدم باستمرار، كان آخرون يتولون إرسال تقارير لكم والآن ونحن نتلقى هزائم كل يوم تطلب مني إعداد تقارير لكم؟".
وفي الوثائقي نفسه يقول حسن الخميني نجل أحمد الخميني إن والده كان من دعاة إنهاء الحرب ويضيف إنه بحوزته رسالة لم تنشر بعد وجهها والده إلى مؤسس النظام قدم فيه تحليلاً عن ظروف الحرب وأوصى بضرورة إنهاء الحرب فوراً وذكر في رسالته عدداً من أسماء القادة المؤيدين لاستمرار الحرب والمعارضين لاستمراره.
وعرف أحمد الخميني بأنه كان يمثل والده في كل شيء تقريباً، كان عينه وأذنه ولسانه وحتى يده الضاربة. فأي تواصل كان يجري عبره وكانت آثاره في جميع القرارات المصيرية في البلاد منها سلسلة الإعدامات السياسية في الثمانينات وقرارات الحرب وإقالة الرئيس "أبو الحسن بني صدر"، وإقالة حسن علي منتظري، خليفة الخميني. وبعد وفاة والده أطلق عليه لقب "مخزن أسرار النظام" في الإعلام الحكومي.
واتهم أحمد الخميني باتخاذ قرارات مصيرية من دون العودة إلى والده وكذلك بتزوير بعض الوثائق حتى بعد وفاة والده.
ففي عام 1988 بعد وفاة مؤسس النظام روح الله الخميني، نشر نجله أحمد الخميني رسالة نسبت إلى والده تحدث فيها عن ضرورة منع أي نشاط لـ "نهضة حرية إيران" المعارضة. لكن قادة التنظيم الذي كان من شركاء النظام بعد انتصار الثورة وتولى أمين عام الحزب مهدي بازركان رئاسة الحكومة الموقتة، أكدوا أن الرسالة مزيفة ولا أساس لها من الصحة.
وفي سن الخمسين أعلن عن وفاة أحمد الخميني بنوبة قلبية في ظروف اكتنفها كثير من الغموض.
وبعد الإعلان عن اعتقال خلية في وزارة الاستخبارات الإيرانية، متورطة بالاغتيالات السياسية عام 1988 تسربت سلسلة فضائح سياسية هزت البلاد.
ومن ضمن اعترافات المتورطين الكشف عن قتلهم نجل مؤسس النظام أحمد الخميني.
وتلقى الكثير من الإيرانيين التسريبات بمزيد من القبول خاصة أن أحمد الخميني تعرض للتهميش بعد وفاة والده وكان ينتقد الأوضاع بلهجة حادة وأعلن عن وفاته بعد أربعة أيام فقط من نشر انتقادات صريحة له عن الأوضاع الاقتصادية في البلاد.