توصيات أمريكية لمعالجة ازمة النزوح الداخلي في العراق

18/10/2024
فوتو: 
کوردسات نیوز

طرح معهد "كارنيجي" الأمريكي عدة توصيات من أجل نجاح العراق في معالجة أزمة النزوح الداخلي التي وصفها بأنها من أهم الأزمات الإنسانية التي يواجهها هذا البلد، محذراً من أنه في ظل غياب الاستقرار السياسي في بعض المناطق، فإن الوضع يزداد سوءا.


وبداية ذكر التقرير الأمريكي، أن مناطق واسعة من العراق تأثرت بموجات متكررة من النزوح الأولي والثانوي بسبب الحروب والصراعات الداخلية، خصوصاً بعد ظهور تنظيم داعش في العام 2014.

وأضاف أن عوامل عديدة غذت هذه الأزمة، بما في ذلك العنف الطائفي والإرهاب والصراعات المسلحة والتدخلات العسكرية، مشيراً إلى أن مشكلة النزوح تفاقمت بسبب عوامل مثل الافتقار للاستقرار السياسي، ونقص دعم الحكم، وعدم توفر الموارد الكافية، وعدم كفاية البنية التحتية في بعض المناطق، مما جعل من المستحيل على العديد من النازحين أن يعودوا إلى مناطقهم الأصلية.

وبعدما لفت التقرير إلى دور الصراعات بين الجماعات المسلحة المحلية المختلفة، سواء كانت طائفية أو عرقية، بالتسبب في نزوح مئات آلاف العراقيين، قال إن تنظيم داعش كان العامل الرئيسي خلف نزوح العديد من العراقيين، خصوصاً في المناطق الشمالية والغربية من العراق، وخصوصا الموصل.

كما أشار التقرير إلى أن الصراع على النفوذ بين القوى السياسية المحلية، مثل الجماعات العشائرية والميليشياوية، أدى إلى خلق بيئة غير مستقرة وغير آمنة، مما يجعل من الصعب على النازحين العودة إلى موطنهم الأصلي حتى بعد استعادة بعض المناطق.

واستعرض التقرير تجربة الشاب العراقي أحمد خلدون الذي كان من بين الآلاف الذين خرجوا إلى الشوارع في تظاهرات تشرين الأول/ أكتوبر عام 2019 للدعوة للإصلاح السياسي والاجتماعي، وهي احتجاجات جرت مواجهتها بردود فعل عنيفة من قبل السلطات العراقية.

ولفت التقرير إلى أن خلدون اضطر بعد تلقي تهديدات، إلى مغادرة بغداد والبحث عن ملجأ في إقليم كوردستان، حيث أسس "البيت الآمن" من أجل إيواء المتظاهرين الهاربين.

وتابع أن خلدون انخرط في إقليم كوردستان في نشاط المجتمع المدني من خلال عمله مع منظمة "ثريا" للثقافة والإعلام، حيث توفر له الدعم من المجتمع الكوردي المحلي.

كما تناول التقرير تجربة مواطن باسم "عجاج"، وهو أحد نازحي سنجار الذي لم يعد إلى منزله بعد سيطرة داعش في العام 2014، حيث يعيش إلى جانب آلاف الإيزيديين في مخيمات النزوح بإقليم كوردستان، ويرفض العودة إلى سنجار في ظل وضعها الأمني المتدهور بما في ذلك تمركز مجموعات مسلحة مختلفة والقصف التركي المستمر.

ولهذا اعتبر معهد "كارنيجي" أن مثل هذه القصص تسلط الضوء على تعقيدات النزوح في العراق وتؤكد الحاجة الملحة إلى حلول شاملة ومستدامة لمساعدة النازحين على العودة إلى الحياة الطبيعية، وذلك من خلال التوصيات التالية: 

على الحكومة العراقية والمجتمع الدولي أولاً تعزيز الجهود الأمنية في المناطق التي شهدت نزوحاً كبيراً، بما في ذلك تقوية قوات الأمن المحلية وخلق بيئة مستقرة وآمنة تسمح بعودة النازحين.

يتحتم التركيز على جهود إعادة الإعمار في المناطق المدمرة التي نزح منها الناس، لأنه من خلال توفير البنية التحتية الأساسية مثل الإسكان والمدارس والمستشفيات، سيتشجع النازحون على العودة.

يجب تركيز الجهود على تعزيز المصالحة الوطنية بين مختلف مكونات المجتمع العراقي، بما يضمن عودة آمنة ومستدامة لجميع العراقيين، بغض النظر عن خلفيتهم الدينية أو العرقية.

القيام بمبادرات إضافية من جانب الحكومة للتحقيق في مئات حالات الاختفاء.

دعم المنظمات غير الحكومية والمبادرات المحلية التي تساعد النازحين أمر بالغ الأهمية، وإدانة أي أعمال عنف ضدهم.